أقرَّ الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، جزئيً بصحة التقارير التي أشارت إلى توقيف "جواسيس" في صفوف حزبه، لكنه قال إن عددهم لا يتجاوز الثلاثة، بينهم اثنان على علاقة بوكالة المخابرات الأمريكية CIA، وشن هجومًا كبيرًا على سفارة واشنطن التي قال إنها "وكر جواسيس" وكرر دفاعه عن النظام السوري، بينما ندد بشدة بنظيره البحريني.
جاءت مواقف نصرالله في كلمة ألقاها ليل الجمعة وتطرق فيها أيضًا إلى مسألة تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، وكذلك إلى المناورات الإسرائيلية الأخيرة "تحول 5."
قال نصرالله إن الحكومة التي شكلها رئيس الوزراء، نجيب ميقاتي، "لبنانية مائة في المائة". رافضًا الحديث عن تدخل سوري أنهى خمسة أشهر من الجمود على صعيد تأليفها، وأعاد التأخير إلى ما قال إنها "تعقيدات داخلية، وبعض الضغوط الأجنبية".
في إشارة إلى اتهامات قوى المعارضة التي يقودها تيار المستقبل برئاسة رئيس الوزراء السابق، سعدالدين الحريري، ووصفها للحكومة بأنها "حكومة حزب الله" قال نصر الله: "أنتم تخطئون عندما تحرضون العالم على لبنان، فأنتم تلحقون الضرر بلبنان وباقتصاد لبنان وليس بحزب الله".
بالنسبة لموضوع التقارير الصحفية عن نجاح الموساد الإسرائيلي باختراق حزب الله، واكتشاف الحزب لمجموعة من "العملاء" في صفوفه بعد أن كان يصر لسنوات بأنه تنظيم "محصن من الاختراق" قال نصرالله: "عندما عجز الإسرائيلي عن اختراق بنية حزب الله استعان بالـCIA.. لدينا ثلاث حالات، بينها اثنان على علاقة مع CIA، وثالث مازال يخضع للتحقيق لمعرفة ما إذا كان على صلة بالمخابرات الأمريكية أو الأوروبية أو بالموساد".
لم يكشف نصرالله عن أسماء العملاء، ولكنه نفى أن يكونوا من بين المسئولين الكبار أو رجال الدين المعروفين لديه، وذكر أن المتصلين بـCIA كانا على تواصل "بضباط استخباريين أمريكيين يعملون بصفة دبلوماسيين في السفارة الأمريكية في عوكر"، وشدد على عدم صحة التقارير حول صلات تربطهم بقضية اغتيال الزعيم العسكري للحزب، عماد مغنية، أو رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري.
بحسب نصرالله، فإن "الجهاز الأمني المعني لحزب الله هو من قام باكتشاف هذه الحالات"، واعتبر ذلك "إنجازًا أمنيًا حقيقيًا للمقاومة يسلّط الضوء على وكر الجاسوسية في عوكر (المنطقة التي تقع فيها السفارة الأمريكية بلبنان).