نقلت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الحقوقية عن منشقين عن الجيش السوري أنهم تلقوا أوامر من قادتهم بإطلاق النار على متظاهرين وقتل بعضهم من أجل تفريقهم.
وقالت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، في بيان اليوم السبت إن ثمانية جنود انشقوا عن الجيش منذ المظاهرات المناهضة للحكومة التي بدأت في منتصف مارس الماضي، قالوا إنهم شاركوا في إطلاق النار على عشرات المتظاهرين ومن ثم إصابتهم بجراح، وأنهم شاهدوا ذلك أيضا من غيرهم.
وقال جندي أمضى شهرا في مدينة درعا جنوبي البلاد قبل أن ينشق في أول يونيو للمنظمة: "تلقينا أوامر بقتل متظاهرين".
وأضاف: "رفض بعض الجنود الأوامر وتم إطلاق النار عليهم من مسدس. قتل اثنان أمامي من قبل شخص برتبة ملازم أول … أنا لا أعرف اسمه. لقد قال إنهم خونة". وقتل أكثر من 1400 مدني و348 عنصرا من قوات الأمن، واعتقل 12 ألف شخص على الأقل منذ اندلاع المظاهرات المناهضة للحكومة في أنحاء سورية، طبقا لجماعات حقوق إنسان.
ولم يتسن التأكد من حصيلة القتلى بشكل مستقل، حيث إن الحكومة السورية تمنع وسائل الإعلام الأجنبية ومنظمات حقوق الإنسان الدولية من دخول البلاد.
وفي مقابلات مع "هيومان رايتس ووتش"، قال الجنود إنهم شهدوا اعتقالات تعسفية لمئات المدنيين.
وأضاف الجنود أن قادتهم أبلغوهم بأنهم يقاتلون مندسين وإرهابيين، غير انهم فوجئوا عندما شاهدوا إطلاق النار على متظاهرين عزل بدلا من ذلك. وقالوا إنهم تلقوا أوامر بإطلاق النار على مدنيين بما في ذلك أطفال، عدة مرات.
كانت المنظمة أجرت مقابلات مع ثمانية جنود وأربعة من أعضاء هيئات المخابرات الذين شاركوا في "قمع" الحكومة للمتظاهرين في عدة مدن سورية، وجرت تلك المقابلات مع المنشقين في لبنان وتركيا والأردن. وقالت المنظمة إن معظم من جرت معهم المقابلات أدلوا بتلك الأقوال مشترطين عدم الكشف عن هويتهم خشية التعرض للانتقام.
من جانبها، قالت سارة ويتسون، مديرة شئون الشرق الأوسط بالمنظمة: "تطرح شهادة هؤلاء المنشقين دليلا إضافيا على أن قتل المتظاهرين ليس عارضا بل نتيجة سياسة مقصودة لكبار المسئولين في سورية باستخدام القوة القاتلة لتفريق المتظاهرين".